Saturday, March 03, 2007

خواطر حول رحلتي الاخيرة لمصر المحروسة ـ2ـ عندما يغيب الامان في الوطن


يوم السفر مساءً الساعة 9:30 توجهت انا وبناتي الى الاسكندرية حيث مطار النزهة في منطقة سموحة بالاسكندرية اقتربنا من المطار ثم دخلنا الى طريق جانبي ظنا منا ان هذا هو الطريق ...واذا بنا نضل طريقنا الى المطار... نبحث عن يافطة واضحة تدلنا على الطريق فلا نجد نقف ونحاول ان نسأل احد ولكن هيهات فالساعة الواحدة بعد منتصف الليل ولا يوجد أحد مستعد بسهولة ان يقف في مثل هذه الظروف ليقف لغرباء ...تزداد الأمور صعوبة وينهمر مطر شديد لم اشاهده من قبل ... يتعذر علينا حتى ان نسير بالسيارة في ظل هذا الوضع ...يزداد الامر تأزما ويزداد شعورنا بالتوتر فموعد الطائرة يقترب ...يوفقنا الله ويقف رجل شهم بسيارته ويخبرنا أننا سائرين في الطريق الخاطيء واننا في طريقنا الى العجمي وعلينا الرجوع مرة اخرى الى نقطة كنا قد اتينا منها ... يدور في خلدي لماذا كل هذا الذي يحدث وهل من المعقول والمتصور والمنطقي ان يكون مطار في العاصمة الثانية لمصرنا المحروسة يكون الوصول اليه بهذه الصعوبة لماذا ...لماذا ؟ سؤال بلا جواب بعد جهد جهيد ورعب من تحركنا في هذا المطر ولف ودوران وصلنا الى المطار عند دخولنا اليه كنا اشبه بمن يدخل على قسم شرطة من نوعية "الشرطة في خدمة الشعب " تستقبلك مجموعة من الحواجز المرورية في البداية بعدها جمهرة من الناس وامامهم عساكر يسمحون بدخول المغادرين نصل الى مدخل المطار مدخل متواضع لايليق بمطار يستقبل طيران خارجي لرحلات كثيرة من شركات طيران مختلفة!!! نضع حقائبنا على السير وبعد ان نجتازه ونسير بضع خطوات اذا بظابط يرتدي ملابس رثة ينادي بعجرفة بمن كان يحمل الشنط لنا "انت رايح فين هي فوضة ولا ايه ..مازال سعادته يسأل هي فوضة ولا لأ " ويطلب تفتيش شنطة الكمبيوتر لاطمئنان "ثم يأذن لنا بالانصراف بعد تحذيرات شديدة من عدم حمل اي مواد كيماوية ؟!!!! حد فاهم حاجة انا شخصيا مكنتش فاهم حاجة ولكني طمئنته ان كله تمام ولا تقلق ...شعر الرجل انه قد ادى دوره وعمل الي عليه ...ادخل انا وبناتي ونحن نستشعر الغربة الشديدة وكاننا في غير بلدنا ونقوم بوزن الشنط وشحنها وندخل بعد ذلك الى قاعة للانتظار ......تنادي علينا موظفة الطيران للاستعداد لركوب السيارة التي ستقلنا للطائرة ... نتحرك ونركب الطائرة وعندما تبدأ الطائرة في الاقلاع متجهة الى الشارقة حينئذ وهنا فقط ابدأ في الشعور بالامان والاطمئنان ....؟؟؟؟!!!!كيف
كيف يحدث هذا كيف اشعر بالامان والراحة عندما اغادر بلدي الى بلد غريب عن لماذا ؟ من المسئول الذي اوصلنا انا وغيري الى هذه الدرجة ...الامان والراحة المفترض ان يستشعرها الانسان في بلده ووطنه ولكن ان يحدث العكس هذا ما يستحق التساؤل والتعجب ... والاسى والحزن بطبيعة الحال
أنظر الى بناتي وقد تملكني قلق عن ماذا يخبئه المستقبل لهم مصرنا بلد الحضارة والكرم

5 comments:

Abdullah Ramadan said...

السلام عليكم
كيف الحال يا بشمهندس؟
أتمنى أن تكون بخير

أنا قلت أسلم وأهنئك على سلامة الوصول، وما أحسسته حضرتك في زيارتك نعيشه نحن كل لحظة
وربنا يستر

emz said...

كل ده شايله فى قلبك يا راجل

Ahmed hassan said...

اخي العزيز عبد الله
سعيد بوجودك في مدونتي واتمنى دوا ان تكون في خيرحال وصحة ان شاء الله وياريت تطمني على الشركة لاني سامع كلام يقلق اليومن دول
واهلا بك

Ahmed hassan said...

ايوه يااستاذه ايثار كل ده شايله في قلبي
عندك مانع

menSh said...

السؤال عن كيف ولماذا وإلى متى لم يعد يفيد.. ما حدث قد حدث، والسيء يصير إلى أسوأ.. والقاعدة الجماهيرية العريضة هي السبب والمسئول الأول عن كل هذا

من فقد شعوره بإنسانيته لن يبالي أبدا بالسعي وراء كرامته