بداية اعتذر عن غيابي طوال الفترة السابقة فاللقاهرة ومصر واهل مصر احكامها واشغالها
استكمالا لماتكلمنا عنه في التدوينة السابقة
سوف اعرض وجهة نظر اعلم انها لن تعجب البعض ولكن يعلم الله ان حرصي وحبي هما الباعثين لي في طرح هذا الأمر وفي الحقيقة انا اعرض هنا رأي وهو في ظني صواب يحتمل الخطأ
اعرضه ببساطة وبدون تجميل
اعرضه بدون حساسيات مسبقة او تحامل او تربص
اعرضه من واقع خبرات عايشتها سنوات عدة
هل تدرونا لماذا لايحدث ذلك
لماذا لانجد اعتذارا من الاخوان
لا أجد له في نفسي الا تفسير واحد
وهو ان الاخوان جماعة يعتقد كثير من أفرادها انها لاتخطىء او انها اذا اخطأت فخطأها دوما هين ويجب التجاوز عنه وعدم التوقف عنده
سنسمع كلاما جميل لنفي ذلك ولكن دعونا نسأل أنفسنا هل هناك تطبيق على أرض الواقع لهذا الكلام الجميل
للاسف لن تجد شيء
يجب أن نفرق بين ممارسة وواقع وبين كلام يردد لانلمس له تطبيق
هناك مقالة قيمة للكاتب/ اسامة حمود على اسلام اون لاين ارى انها تستحق القراءة بتمعن
اسمح لنفسي بالاقتباس منها بما يوضح فكرتي
يقول الكاتب " حين يخطئ إنسان الشرق، يظن - خطأ - أن اعترافه بالذنب إهانة للذات، فيجادل بالباطل لإبعاد النقص عن نفسه، وإيجاد مناخ الرضى عن النفس، وتلك بَلية من البلايا، ومن هنا اعتمد في الشرق منهج "التفكير التبريري" بدلا من "النقد الذاتي".والنقد الذاتي هو ذلك الأسلوب من التفكير الذي يحمّل صاحبة المسئولية والتبعة في جميع ما يصيبه من نوازل، أو ما ينتهي إليه من فشل، أما التفكير التبريري فذلك التفكير الذي يفترض الكمال في صاحبه، فتاريخنا صفحات بيضاء، فإذا أخطأنا برأنا أنفسنا من المسئولية، وأخذنا نبحث عن مبررات خارجية لننسب المسئولية للآخرين." انتهى
في الحقيقة التفكير التبريري هو المسيطر فعلا لعل له اسباب واعذار لكن في النهاية هو تفكير يسعى دائما لدفع التهم والاخطاء ويبتعد تماما عن التقد الذاتي والاعتراف بالخطأ
والمقالة الكاملة لمن اراد الاطلاع
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1183483968481&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout
هل تعرفون لماذا تعتقد الاخوان انها لاتخطىء
تعتقد الجماعة انها لاتخطىء لانها جماعة ربانية يحرسها الله عز وجل وصراعها صراع بين الحق والباطل وليس معنى اخفاق الحق في مرة او مرات ان هذا خطأ ولكن هذه هي سنة الدعوات وهذا شأن أصحابها والابتلاء سنة الحياة
والاخوان هنا بدون قصد أو به يخلطون بين الاسلام وبين الجماعة ويتحول الامر الى عملة لها وجهان من ناحية الاخوان ومن ناحية ثانية الاسلام فاذا اصاب الاخوان شيء فان الاسلام اصابه شيء وان اتم اضطهاد الاخوان فالاسلام متضهد
وهكذا
واعود هنا الى نفس المقالة السابقة
" فالبعض يظن أن الحركة التي ينتمي إليها هي الإسلام نفسه، وحين ينتمي إليها فقد ظفر بما فوق المُنى! وحين يمتد النقد إليها، فقد امتد النقد إلى الإسلام ذاته!.وهنا يجب على العقلاء أن يُفهموا العوام أن الإسلام المعصوم شيء، وأن الفكر الإسلامي شيء آخر. الإسلام هو وحي الله لرسوله، هو النص المعصوم، أما الفكر الإسلامي فهو اجتهادات البشر في فهم النص، هذه الاجتهادات بشرية، بمعنى أنه يسري عليها قانون الصواب والخطأ.هذا الاشتباك في الفهم، وهذا اللبس في الخلط بين الوحي والفكر يجب أن يُفض في أسرع وقت، فلا يحق لأحد أن يقول إنه المتحدث الرسمي باسم الإسلام، وأن من ينقده فإنما ينقد القرآن والسنة!.ومن ناحية أخرى، فإن التهرب من مسئولية النقد وما يتبعه من اعتراف بالخطأ وإعلانه، يرجع في جانب منه إلى الخوف المبالغ فيه من انقلاب الأصول التراثية، والخوف من استغلال ذلك التنازل من الطرف المقابل في المعارك الحجاجية، والخاسر طبعا هو العمل الدعوي وتراث الفكر الإسلامي." انتهى
بالطبع ادبيات الاخوان تقول بان الاخوان جماعة من المسلمين وليست جماعة المسلمين ولن تقابل احد من الاخوان وتسأله هذا السؤال الا وكان النفي هو الاسبق والتأكيد التام اننا لاندعي القداسة ولكن من قال ان الادبيات هي كل شيء هناك التصرفات والممارسات والافعال ليس لمدة سنة او اثنين ولكن لمدة 80 عاما تجعل التناقض واضحاً بين المسطور والممارس على أرض الواقع
ينسى الاخوان انهم كيان بشري يعتريه الضعف والقوة ويعتريه الخطأ والزلل ينسى الاخوان انهم حركة اصلاحية يصيبها مايصيب كل الحركات من ضعف ووهن اذا ما مااهملت التصويب والمراجعة واستدارك اي اخطاء اول بأول
دعونا نحاول تذكر كتاب واحد كتب في النقد الذاتي للجماعة من الداخل
انا فعلا لااعرف اسم كتاب واحد مارس النقد الذاتي من الداخل
ومن مارس هذا النقد من خارج الاخوان لايقيم الاخوان له اي اعتبار او قبول بل كثيرا ما يكون محل اتهام وطعن
نسمع دوما من يردد " نحن نمر بمرحلة عصيبة واستثنائية تتطلب التكاتف وعدم كشف العورات او النقد " وننسى ان الاخوان في فترة استثنائية من اكثر من 55عاما وكأن المطلوب أن نظل دوما تحت هذا السيف سيف الظروف والاحوال والضغوط الامنية لايتسأل أحد لماذا لاتسمح الظروف بأشياء وتسمح بأشياء أخرى فالاخوان موجودن على الساحة يتحركون ويشاركون ويواجهون ويطالبون الاخرين بالتضامن معهم وبالتالي فمن حق الاخرين التوقف والتساءل
يقلقني دائما ردود الافعال تجاه اي نقد للأخوان فكلما تكلم احد بخصوص الاخوان فالردود جاهزة لاتخرج عن عدة امور
1- لايصح ان ننتقد الاخوان وهم في مواجهة مع الحكومة ويجب الا نعمل معول هدم في ظل هذه الظروف
2- هؤلاء القوم مخلصون ويعملون لله (ماعلاقة ابداء رأي أو ملاحظة بالاخلاص والايمان لا نعرف ) واشياء من هذا القبيل
3- قد تكون ردود تحمل الاتهام لصاحبه مما يردعه عن التحدث مرة اخرى مثل
** ماذا يفعل الاخرون سوى الكلام والنقد
** اتهامات متعددة بالتربص والبحث عن المساويء والعيوب واحيانا اتهامات بالعمالة للامن مثلا
** اتهامات بالضعف وان فلان قد فتن والدعوة له بالهداية والعودة والانابة عن غيه وخطأه
** بل ان البعض يقابلك ويكاد ان ينطق " هيه مستنينك تعقل و ربنا يهديك وترجع " .... ويكون التركيز كله على ان الاخر على خطأ وزلل
لن تخرج الاخوان من ازمتها (يرى الكثير من الاخوان انه لايوجد ازمة من الاساس ) الا من داخلها وبتحقيق الشفافية لقواعدها والا بالقدرة على المحاسبة للمسئول عند الخطأ والا بالحض على ممارسة النقد الذاتي والتحرر من فكرة التقديس المسيطرة على العقول ممارسة وفعلا طوال السنين السابقة .